لا أدري لم حين أتحدث مع صديق، أو صديقة، عن الطبخ والأطباق والبهارات تنزلق بي مخيلتي دومًا إلى صورة مطبخ الكتابة، مقارنًا بين مهارة الطباخ وأسلوب الكاتب الشخصي.

كان اكتشاف النار عاملًا حاسمًا في نشوء حضارة الإنسان، وبواسطتها انتقل من الطعام النيء إلى المطهو، وبذلك فارق عالم الحيوان، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يطهو وبهذا الفعل يصبح استثناءً عن بقية المخلوقات.

حين نستحضر بعض لحظات الصراع والحوار والتداول الثقافي في السبعينيات والثمانينيات، نحس ببعض الحسرة مما آلت إليه أوضاع ثقافتنا المحلية والعربية. والحسرة هذه ليست آتية من الرغبة بالمقارنة، فلكل فترة محدداتها الواعية واللاواعية وانجرافاتها، ومزالقها، ونقاط قوتها كما مواطن ضعفها.

برحيل أندريه ميكيل في آخر السنة التي انقضت، تكون الثقافة العربية قد فقدت آخر كبار المستعربين الغربيين. إن هذا لا يعني أن الاستعراب قد أفل نجمه، فثمة عدد أكبر ممن يكرسون وقتهم في جميع المجالات لدراسة المجتمعات العربية وثقافاتها.

لعبت المجلّات الثقافيّة دورًا بارزًا في تاريخ الثقافة العربيّة المعاصرة، من خلال عشرات المفاهيم والنظريات والمشاريع والصُوَر والأفكار، التي تحكّمت في ظهورها مجلات عربيّة بامتياز.

أين هو المكان المناسب للرواية؟ وأين هو المؤلف؟ إذا كان مالارميه على قيد الحياة اليوم، فلن ينشر "رمية النرد" في كتاب. لا. كان سيدرك أن المكان الصحيح هو الإنترنت، لأن كل شيء في العالم ينتهي به المطاف في تغريدة.

لا شك أنّه بغياب المؤرّخ والمُفكّر التونسي هشام جعيّط (1935-2021) يكون الفكر العربي المعاصر قد فقد أحد أعمدته التاريخيّة والفكرية، التي أسّست مسار وعيه الإبستيمولوجي منذ ستينيات القرن الماضي.

هنا حوار مع بلال عبد الهادي يتطرّق فيه، من ضمن أمور أخرى، إلى الانتفاضة الشعبية بلبنان عبر المقاربة اللغوية فيؤكد أن اللغة في الثورات هي مكوّن من مكوّنات سيمائيّة عديدة: الألوان،الملابس،القبضات،الخيم،وأنه حين تقرأ الشعارات إنّما تقرأ أحلام الناس، انكساراتهم،وسخريتهم.

لعل ما حفزني أيضا على تلبية الدعوة هو أن أغلب المنتميات للمنتدى كانت تربطهنّ ــ بحكم تمكنهنّ من اللغة الفرنسية ــ علاقة صداقة وثقافة بالراحلة فاطمة المرنيسي كما أسلفنا، بل اشتغلن معها في أوراش مفتوحة ورافقنها إلى مناطق نائية بالمغرب

المهتم بالنقد الثقافي بخاصة، وفي سياق النظرية النقدية العالمية ككل، وبتحوّلات النقد العربي والفكر العربي بعامة، لا يمكنه القفز على ملف في هذا الحجم، كما لا يمكنه القفز على مقارنة الملف بملفات أخرى عنيت بالموضوع نفسه